| 0 التعليقات ]

طبقًا لوثيقة جديدة عالية السرية تم تسريبها إلى صحيفة الجارديان، فإنّ مايكروسوفت تعاونت عن قرب مع وكالات الاستخبارات الأمريكية للسماح باعتراض اتصالات المستخدمين عبر الشركة، ووصل هذا التعاون من مايكروسوفت إلى درجة مساعدة وكالة الأمن القومي في التحايل على التشفير الخاص بالشركة نفسها.
وكعادة جميع الوثائق التي يتم تسريبها إلى الجارديان كان “إدوارد سنودن” هو المصدر، وتُظهر الوثيقة الأخيرة حجم التعاون بين شركات وادي السليكون ووكالات الاستخبارات الأمريكية خلال الثلاث أعوام الماضية، كما ألقت الضوء على برنامج التنصت عالي السرية المعروف باسم PRISM الذي تمّ فضحه منذ أسابيع عبر سنودن نفسه. وأظهرت الوثيقة عدة معلومات غاية في الأهمية مثل:
  • ساعدت مايكروسوفت وكالة الأمن القومي للتحايل على تقنية التشفير الخاصة بالشركة لتقليل مخاوف الوكالة من عدم قدرتها على اعتراض المحادثات على بوابة Outlook.com الجديدة.
  • حصلت الوكالة على وصول للبريد على Outlook.com في مرحلة ما قبل التشفير.
  • عملت مايكروسوفت هذا العام مع FBI للخروج بتقنية تسمح لوكالة الأمن القومي وصول أسهل عبر برنامج PRISM إلى خدمة التخزين السحابي “سكاي درايف” التي لديها الآن أكثر من 250 مليون مستخدم حول العالم.
  • كما عملت مايكروسوفت مع وحدة اعتراض البيانات في FBI لفهم المشاكل المحتملة مع ميزة في Outlook.com تسمح للمستخدمين بإنشاء أسماء مستعارة للبريد الإلكتروني.
  • في يوليو من العام الماضي وبعد تسعة أشهر من استحواذ مايكروسوفت على سكايب، تفاخرت وكالة الأمن القومي بأن قدراتها الجديدة في جمع محادثات فيديو سكايب قد تضاعفت ثلاث مرات.
  • البيانات المجموعة عبر PRISM يتم مشاركته بالأساس بين كلًا من وكالة الأمن القومي NSA، ووكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI.
كما يكشف التسريب الأخير من وكالة الأمن القومي تصاعد حدة التوتر بين كبار الشركات التقنية وإدارة أوباما بعد قيام هذه الشركات بعدة مطالبات لكشف موقفها للرأي العام بشفافية وهو الأمر الذي قوبل بالرفض عدة مرات من الإدارة الأمريكية وحتى عند قبوله يكون في أضيق الحدود، وبنفس الوقت يُصّر الرؤساء التنفيذيين والمسئولين في هذه الشركات التقنية بأن الوصول لبيانات المستخدمين الأمريكيين لا يتم سوى بأمر قضائي. وهو أمر متغير بعض الشئ حيث أنّه طبقًا لوثيقة محكمة سُرّبت في وقت سابق، يمكن لعميل التحقيقات الفيدرالي أن يتنصت على بيانات المستخدم إذا كانت لديه قناعة بنسبة 51 بالمئة بأنه مواطن غير أمريكي وغير متواجد على الأراضي الأمريكية.

“خصوصيتك هي من أولوياتنا” مايكروسوفت

الطريف أنّ مايكروسوفت ركزت في حملتها التسويقية في شهر أبريل الماضي على عبارة “خصوصيتك هي من أولوياتنا” ولكن بعد تسريب الوثائق الأخيرة لا أعتقد أنني سأثق في أي كلمة تقولها مايكروسوفت بعد الآن، فالشركة متساهلة كثيرًا بشأن بيانات المستخدمين لدرجة التعاون مع الوكالات الأمنية للوصول لهذه البيانات وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. ولكن دعونا لا نظلم مايكروسوفت، فقد تخرج وثائق مستقبلًا نرى فيها المزيد من الشركات المتعاونة مع الوكالات الأمنية

0 التعليقات

إرسال تعليق